الإحتفال بتذكار الشهيد مار كوركيس

أحتفل الأباء والإخوة الرهبان بالقداس الإلهي بمناسبة تذكار الشهيد مار كوركيس في ديره العريق الواقع في مدينة الموصل، وذلك يوم الأربعاء الموافق 24 نيسان 2024، الّذي ترأسه الأب دنخا عيسى الراهب وبمشاركة الشمامسة وجمع غفير من المؤمنين الذين قدموا من مدينة عنكاوا ومن البلدات المجاورة.

تطّرّق الأب المحتفل في موعظته بسرد نبذة قصيرة عن حياة الشاهد والشهيد مار كوركيس المحارب المظفر، ذلك الجندي المقتدر في صفوف جيش الامبراطور دقلديانوس الروماني المضطهد للكنيسة” ثم أضاف فائلاً: “الشهادة هي ذروة الايمان، وأشرف وسام يقلده الرب يسوع على صدور الشجعان، الذين خاضوا أشرس المعارك ضد أعداء الكنيسة قوى الشر والظلام. فالشهادة هي نتيجة الجهاد الروحي والتدريب والتسليح الكامل، بكلمة الرب والاتكال بثقة وايمان ثابت بقدرته وحكمته في مواجهة الرئاسات وسلاطين عالم الشر والخطيئة والانتصار على الأرواح الشريرة. الشهادة هي قول الحق دون خوف، أو مرائية. شهد أي نظر، رأى، واختبر، وتلمس، ايمانه بشخص يسوع المسيح القائم من بين الأموات وثبت في محبته، وحفظ وصاياه وعمل بها ليجسدها في سلوكه ومواقفه، تجاه القضايا الإنسانية المصيرية، لتحقيق السلام والعدالة والحرية. الشهادة تتطلب حمل الصليب ونكران الذات، والشجاعة في الدفاع بأيمان ثابت عن كنيسة المسيح، حتى إن تطلب الأمر شهادة الدم. هذا هو نموذج التلميذ الحقيقي الذي يشهد لمحبة الله التي تجلّت في ابنه المصلوب يسوع المسيح “هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد، فلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.” (يو3: 16) وختم موعظته قائلاً: ” اليوم ونحن نعيش وفي وسط عالم المليء، بالحروب والعنف والإرهاب الذي، عانينا جميعنا ويلاته ومآسيه، ولا زلنا نحمل جروحاته العميقة نستذكر شهداء الكنيسة، الذين صار دمائهم بذار الحياة لنستمد من تذكار شفيعنا مار كوركيس الرجاء والتشبث بالأيمان الذي يقوينا ويعزينا في مواجهة تحديات عالم الشر والخطيئة”.

يذكر أن الدير تعرض في سنة 2014 إلى التدمير والخراب من قبل إرهابيو داعش عند إحتلالهم لمدينة الموصل. وأعيد تأهيل كنائس الدير (العليا والسفلى) من قبل الحكومة الأمريكيّة وبإشراف كل من جامعتي بنسلفانيا والموصل وديوان الوقف المسيحي.

لتكن شفاعة القديس مار كوركيس حافظة لجميعنا