الرهبان الكلدان يحتفلون بعيد شفيع الرهبنة القدّيس مار أنطونيوس أبي الرهبان

احتفل الآباء والإخوة الرهبان الكلدان بعيد شفيعهم القدّيس مار أنطونيوس أبي الرهبان يوم الجمعة 17/ 1/ 2025 في الكنيسة المُشيّدة على اسمه في المجمّع العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة في عنكاوا، وبمشاركة شمامسة وجوق الدّير ولفيف من المكرّسين والمكرّسات وجمع المؤمنين.

ترأس الأنبا د. سامر صوريشو يوحنّا الرئيس العام على الرهبنة، القدّاس الإلهي بهذه المناسبة، وبعد تلاوة الإنجيل جدّد الآباء والأخوة إلتزامهم بنذورهم الرهبانيّة.

بعدها تطرّق الرئيس العام في موعظته حول تجديد النذور الرهباني قائلاً: ” جَدَّدْنا نُذُورَنا المُؤَبَّدَةَ! لٰكِنْ لِماذا؟ إِنْ كانَت مُؤَبَّدَةً، فَمِن المُفْتَرَضِ أَنْ تَكُونَ نِهائِيَّةً، وَاِنْتَهَى الأَمْرُ! لٰكِنْ فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ، لِكَيْ تَكُونَ كَذٰلِكَ، أَيَّ مُؤَبَّدَةٍ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُجَدَّدَةً وَمُتَجَدِّدَةً مَعَ إِشْراقَةِ شَمْسِ كُلِّ نَهارٍ جَدِيدٍ، لِذٰلِكَ أَبَدِيَّتَها تَأْتِي مِن دَوامِ تَجَدُّدِها اليَوْمِيِّ وَاللَّحْظِيِّ، لِذٰلِكَ فَلَيْسَ اليَوْمَ فَقَط بِعِيدِ مُؤَسِّسِ الحَياةِ الرُّهْبانِيَّةِ وَشَفِيعِ رهبَنَتِنا القِدِّيسِ العَظِيمِ مار أنطونيوس، لا بَلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ نُجَدِّدُ جَذْوَةَ الحُبِّ الَّذِي أَغْوانا فَأُغْوينا، كَما ذَكَّرنا المُرْشِدُ فِي رِياضَتِنا الرُوحِيَّةِ بِدَعْوَةِ النَبِيِّ إِرْمِيا (20: 7). لذلك، حَياتُنا هِيَ مَسِيرَةُ حَجٍّ مُتَواصِلَةٌ، هِيَ رِسالَةٌ أَمِينَةٌ لِعَهْدٍ ثابِتٍ مَعَ مَنْ هوَ أمينٌ، وَنَعِيشُها فِي عالَمٍ لا يَعْرِفُ الرَتابَةَ وَهُوَ فِي تَغْيِيرٍ مُطَّرِدٍ وَمُتسارِعٍ، فَإِنْ كُنّا لا نَتَصارَعُ مَعَهُ بِتَغْيِيرِ فِكْرِنا يَوْمِيّاً سَنَسْقُطُ في التَّناقُضِ مَعَ أَنْفُسِنا، وَسَنَصِلُ إِلَى الحَدِّ الَّذِي فِيهِ لا نَتَعَرَّفُ بَعْدُ عَلَى دَعْوَتِنا الأَوَّلِيَّةِ، وَكَما يُعَلِّمُنا الرَسُولُ بُولس فِي رِسالَتِهِ إِلَى أَهْلِ روما (١٢: ٢): “لِأَنَّنا يَجِبُ أَنْ لا نَتَشَبَّهَ بِما فِي هٰذِهِ الدُنْيا، بَلْ أَنْ نَتَغَيَّرَ بِتَجْدِيدِ عُقُولِنا لِمَعْرِفَةِ مَشِيئَةِ اللّٰهِ ما هُوَ صالِحٌ، وَما هُوَ مَرْضِيٌ، وَما هُوَ كامِلٌ”.

في نهاية موعظتة شكر الرئيس العام، القائم بأعمال السفارة البابويّة المنسنيور تشارلس لوانغا سونا الذي حضر وشارك اليوم الإخوة والآباء الرهبان بعيد شفيع الرهبنة، كما شكر أيضاً المرشد الرّوحي الّذي رافق الرهبان في الرياضة الروحيّة الأخ الراهب وسام مارزينا كَرو من إخوة يسوع الفادي والذي كان معنا أخاً وسار معنا لعيش هذه الرياضة بعمق روحي وتجذر كتابي. كما وشكر أيضاً الجيش الإيطالي الذي حضر وشارك في القداس الإحتفالي بهذه المناسبة.

وفي ختام القداس الإلهي تقاسم الجميع مأدبة المحبة بأجواء من الفرح والسعادة.

لتكن شفاعة القديس مار انطونيوس أبي الرهبان شفيعة لنا عند الله أبينا