الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانية تقيم محاضرات بالتعاون من أصدقاء الشرق المسيحي
تحت شعار (التصوف المشرقي: من جلجامش إلى إسحق النينوي) أقامت الرهبنة الأنطونية الهرمزديّة الكلدانيّة وبالتعاون مع “أصدقاء الشرق المسيحي الأوروبيين” محاضرات عامّة وذلك يومي الجمعة والسبت 5- 6 تموز 2024 وذلك على قاعة البطريرك مار يوسف أودو للمؤتمرات في المجمّع العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة في عنكاوا، بحضور سيادة المطران مار يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانيّة وسيادة المطران مار أبرس يوخنا مطران ابرشية دهوك ونينوى لكنيسة المشرق الأشورية والرئيس العام للرهبنة الأنبا د. سامر صوريشو يوحنا الراهب والأباء الرهبان وعدد من المكرسين والمؤمنين.
في اليوم الأول بكلمة ترحيبية من قبل الأنبا د. سامر صوريشو يوحنا الرئيس العام للرهبنة، بعدها قدّم سيادة المطران مار يوسف توما نبذة تعريفية عن فريق (أصدقاء الشرق المسيحي) تلاها محاضرة قدّمها الأب فرنشيسكو خوسيه عن (انثروبولوجيا المتصوفة: الجسد والنفس والروح لدى إسحق النينوي والمعلمين الروحيين لكنيسة المشرق)، وملخص مداخلته كان الآتي: “إن المصطلحات الأنثروبولوجية التي استخدمها إسحق، هي مصطلحات أنثروبولوجية نموذجية في في اللغة الآرامية للكتاب المقدس، وهي تشكل بنية قوية مفصلية تعبر عن التركيبة المعقدة للكائن البشري. وبحسب الكتاب المقدس، الإنسان أشبه بمصباح خزفي صاغته يد الخزّاف السماوي، إناء من طين مشكّل بيد الله، ومتصلاً به من خلال هذه اليد نفسها التي تمسكه من الخارج وتشكله من الداخل. الروح (نفشا) هي الرقبة (حلق الوعاء)، الروح هي الواجهة بين جسد الإناء وخارجه، والجانب، هو قلب الإنسان حيث توجد روحه، والجانب الآخر، هو ذلك المكان الذي يتم فيه تطوير أفكاره، والتي أساسها يتغذى بالنعمة التي هي الزيت”.
بعدها قدّم الأستاذ برنار شيرير محاضرة ثانية حول (الذكرى في ألواح الشطرنج: الكشف عن البنى التركيبية للنصوص الحكميّة في الشرق، من جلجامش إلى الأناجيل، ومن إبراهيم إلى إسحق النينوي. نظرة جديدة لبدايات الكنيسة). ونلخص ما قاله فيما يأتي: “أن هياكل التركيبية في نصوص الترجمة الشرقية تجعل من الحفظ الشفهي عن ظهر قلب ممكناً. التركيبة الشفهية المصنوعة من اللؤلؤ هي “قلادة”، والقلادة عبارة عن مجموعة من اللآلئ منظمة حول موضوع ما. وكل لؤلؤة تحمل تعليماً خاصاً. وتحدث أيضاً عن الهياكل ثنائية الأبعاد، في رقعة الشطرنج، حيث أن شرق بلاد ما بين النهرين هو أرض رقعة الشطرنج والتي تسّهل الغربيين لجعل البشيطتا وتقاليد الشرق معروفة بشكل أفضل ولإظهار أن ثقافة الشرق هذه هي ثقافة عظيمة”. وفي الختام استمع المحاضرون للاسئلة الّتي طرحها الحاضرين. وبعدها تشارك الجميع بتناول المعجنات واحتساء الشاي.
في اليوم الثاني قدّم الأب فرنشيسكو خوسيه محاضرة عن (ليتورجيّة الكنيسة الكلدانيّة كتدريب على القيامة) قائلاً: “كنت قد بدأت بترجمة أعمال إسحق النينوى إلى الإسبانية وإكتشفت في مجموعة خطبه الأربعة الطويلة حديثه مع الرهبان في سلسلة من صلوات لإجل حفظها وقراءتها أثناء الليل. إسحق النينوي لم يقدم نصائح حول كيفية الصلاة أو أوقات الاستيقاظ من النوم وما إلى ذلك، لكنه فتح قلبه ليتعلم التلاميذ الصلاة من خلال النظر إلى نموذجهم (المعلم). وهناك خمسة عشرة صلاة تُقدم للمصلي، لكي يتمكن، من خلال دمجها في ذاكرته، من التأمل في حوار حميم مع الله حول دعوة المتوحد ورسالته، والتي تتمثل في الوصول إلى تجربة ضعفه ومحدوديته وفشله، ليطلب معونة النعمة الإلهية من أعماق الموت. لقد أطلقت على هذه السلسلة المكونة من خمسة عشرة صلاة اسم “قلادة الأرواح الثلاثة”، أي: 1. الحياة على هذه الأرض (الصلوات الخمس الأولى)، 2. تجربة الشيول (الصلوات الخمس الثانية) و3. إنتظار القيامة (السلسلة الأخيرة من 5 صلوات). إن الطريق الذي تقدمه هذه الصلوات تكشف أبعاد الرجاء المسيحي، الذي يشمل المراحل أو الحالات الثلاث لحياة الإنسان: في هذا العالم، وفي الشيول، وفي القيامة.
تلتها محاضرة ثانية قدّمها الأستاذ برنار شيرير حول (كما ينبثق شعاع النور من المشرق ويُرى حتى أقصى الغرب: تساؤلات الغربي الذي يكتشف تعليم يسوع المسيح، وولادة الكنيسة مستنيراً بالبشطتا والتقليد المشرقي). ومما أستوقنا في مداخلته كان الآتي: ” هناك خمسة نقاط رئيسية حول التعليم التربوي ليسوع في ترجمة البشطتا، وهي: 1) إن الحفظ عن ظهر قلب هو أساس التعليم، ويبدأ في البيوت؛2) إن تعليم يسوع منظم بعناية على دورة من ثلاث سنوات ونصف؛ 3) الدور الخاص للشمامسة اللاويين، “مشمشانه”، الـ 72، ثم الـ 432 هم الذين سيساعدون الـ 12 تلميذاً في مهمة التبشير؛ 4) دور النساء الإثنتين: ربات البيوت والنساء المكرسات اللاتي رافقن الرسل في كثير من الأحيان؛ 5) إعادة اكتشاف عشاء مساء السبت، هو ليتورجيا كنسيّة يجتمع فيها الشمامسة في البيوت ليتشاركوا تلاوة الكلمة، ثم يتشاركون في وجبة أخوية. وأضاف قائلاً: أن حفظ الكلمة عن ظهر قلب هو أساس تعلُّم يسوع. أن التعليم هو حليب الأم، يبدأ مع الأم، في البيت. فمريم هي التي علّمت يسوع”. وفي ختام اليوم الثاني استمع المحاضرون للاسئلة الّتي طرحها الحاضرين. وبعدها تشارك الجميع بتناول المعجنات واحتساء الشاي.
في الختام شكر الأباء الرهبان فريق أصدقاء الشرق المسيحي على حضورهم وتقديمهم وإهتمامهم بإرث كنيسة المشرق. بدورهم قدّموا فريق أصدقاء الشرق المسيحي شكرهم للأباء والإخوة الرهبان على حسن استقبالهم وضيافتهم، وشكروا جميع الحاضرين على حسن إستماعهم وتساؤلاتهم.
لتحميل المحاضرات يرجى النقر على الروابط: