دار مار يوسف للأيتام
تبنت الرهبنة هذا المشروع الإنساني الذي يعود تاريخ انشاءه في عهد الأنبا ( المطران ) اسطيفان بلو الرئيس العام آنذاك 1948م – 1951م
تبنت الرهبنة هذا المشروع الإنساني الذي يعود تاريخ انشاءه في عهد الأنبا ( المطران ) اسطيفان بلو الرئيس العام آنذاك 1948م – 1951م
إن التصميم على التنعم بالحياة موقف غالباً ما نكتسبه في سن الطفولة، ولكن ما هو ذنب أولاد أصبحوا أيتاماً أو حرموا من حنان وعطف والديهم؟ فهل هناك بصيص لغد مشرق! ليأخذوا هم أيضاً فرصتهم من التنعم بالحياة وفرحها، أو على الأقل أن يتلمسوا الاحتضان الذي فقدوه والسلام الداخلي الذي لطالما تاقوا اليه، والطمأنينة المنشودة لما هم عليه من الأحوال البائسة لوضعهم ومعاناتهم المأساوية؟
هذا ما سنستعرضه هنا، لنحكي فيه عن فترة زمنية بارزة من تاريخ رهبانيتنا الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، وما قامت به أعمال كثيرة تمخض عنها مشروعاً انسانياً، إلا وهو (ميتم مار يوسف البتول) إذ تستحق عليه كل شكر وتقدير لمدى أهميته وفائدته.
نتائج الحروب هي الدمار والخراب، وهذا أمرٌ لا شكّ فيه، من هذا المنطلق فقد كان للحرب العالميّة الثانية تأثيراً مهماً على إرتفاع عدد الأيتام والمشردين وانحرافات خطيرة للأحداث، في جميع البلدان التي شاركت في الحرب او تعرضت للإحتلال، وقد امتدّ هذا التأثير إلى الشرق الأوسط ومن بينه العراق الذي مرّ هو أيضاً بأيامٍ عسيرة، فكان لا بدّ من أن تظهر عواقب تلك الأيام وخيمة في المجتمع العراقي. ومن اخطر هذه العواقب، ترحيل الناس عن منازلهم وتهجيرها (سواء اكان ذلك لداعٍ سياسي، او بداع التشغيل القسري)، قد أدت كلها إلى تفكيك عدداً كبيراً من العائلات، ونتيجة لذلك قد ضاعف سوء التغذية من جهة، عدد الجرائم ذات الطابع الاقتصادي كالسرقة، سوء الأئتمان، والتهريب بكل انواعه، كما أثار عن الأولاد- بسبب ما يلحقه بنومهم الجسدي من أذى- اضطرابات نفسية كانت تشجعهم على الفرار من المدارس، وتؤدي إلى خلق نزاعات الشغب، والتشرد في تجمعات على شكل عصابات صغيرة.
في ضوء هذا الواقع المرّ، كان للرهبانية الدور الفاعل والبارز في معالجة وتذليل الصعاب وتخفيف وطأة المصائب التي خلّفتها تلك الأحداث. فبما أنها أخذت عهداً على نفسها بأن ترافق شعبها في كل ظروف حياتهم، وخاصةً الصعبة منها، أصرت على أن تبقى وفيةً على عهدها حيال كل المجريات المأساوية، وإن كان الثمن، دون شكّ، غالياً جداً: رهبان شهداء وقّعوا بدمائهم وثيقة حبّهم لوطنهم وكنيستهم ورهبانيّتهم. عرفوا الطريق السالك إلى الأب، فساروا على دربه ومنحوه أغلى ما عندهم. أدركوا الحق فوقفوا معه وواجهوا الظلّم بشجاعة وإيمان برّهم أولا ثم بشعبهم. فالرهبانية وبدافع فعل محبتها الكبيرة لشعبها، فتحت أديارها لتستقبل المهجّرين أفواجاً من عدة مناطق متفرقة من العراق، فبلغ عددهم المئات، أمّنت لهم المعيشة من مأكل ومشرب، وملبس، ومنام، وأمضوا فيها وقتاً طويلاً، إننا نقولها بحق رسالة إنسانية أرادت الرهبانية القيام بها على أكمل وجه إلى جانب رسالتها الروحيّة، وتاريخها شاهدٌ عليها بأنها ما تقاعست يوماً عن خدمة أبنائها المحتاجين في الأيام العصيبة، وفي جميع الأزمنة المصيرية التي اجتازها العراق الحديث عبر شتى مراحله التاريخيّة المتوالية.
لم تكتفِ الرهبانيّة بهذا القدر، بل إن هذه الحالة قد دفعتها لإتخاذ موقف يساهم في حل المشكلة ويخفف من الأضرار، ثم ترجمت هذا الموقف، بإنشاء ميتماً خاصاً يرعى الأيتام والمشردين الذكور، أطلقت عليه اسم (ميتم مار يوسف خطيب السيدة مريم العذراء). وقد جاء هذا العمل بعد تقديم دجراسة مستفيضة استغرقت عدة شهور ضمن اجتماعات موسعة ومداولات جادة، وبعد أن تمّ تحديد موقعه الجغرافي بأن يكون ملاصقاً لدير السيدة حافظة الزروع في الجهة اليمنى منه، وضع له حجر الأساس بتاريخ 21 آب من عام 1949، تحت رعاية وحضور الأنبا (المطران فيما بعد) اسطيفان بلو الرئيس العام وبمعية مجلس مدبريه، وحشد من الرهبان والراهبات والإكليروس والمونين، إستمر المشروع لسنوات عدّة، لكنه لم يدُّم طويلاً بسبب ظروف إقتصاديّة وسياسيّة في البلاد أدت إلى اندلاع ثورة عارمة إشتدت وتيرتها في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، فأغلق المشروع مخلفاً ورائه الركام والحطام، وكادت الرهبانية أن تستعيد أنفساها، وتكمل المسيرة من جديد، لولا معاودة الحرب لضراوتها المعروفة، وتنقلها من منطقة إلى منطقة، لتمعن في الوطن شرذمة وتمزيقاً. حتى عام 2000 حين أعيد ترميمه بحلة جديدة ليستقبل عدداً آخر من الأيتام تجاوزوا الثلاثين، وتراوحت أعمارهم ما بين الـ 6 سنوات والـ 17 سنة.
بعد أن رأت الرئاسة العامة للرهبانيّة إن الميتم لا يصلح للسكنى والعيش الوافر، بسبب تزعزع معظم أجزائه التي تآكلت بالرطوبة نتيجة المواد الأولية البسيطة للبناء آنذاك، والذي جعل منه هيكلاً هزيلاً ومتزعزاً، ولضيق حجمه بالأولاد الأيتام، وبفضل الخيّرين والمحسنين الأكارم، سعت الرهبنة إلى بناء دار جديد للأيتام بتاريخ 2 اب 2008م فوصل عدد الأطفال في ذلك الحين إلى ( 26 ) طفلاً. ولا يزال حاليًا مستمرًا في الخدمة بسخاء وفرح اذ يقوم بإدارته الأخوة الرهبان بهمة وغيرة.
ندرك تمام الإدراك، بإن الحاجات الأساسيّة لليتيم هي نفس الحاجات التي هي لأي ولد آخر، لينمو في بيئة تسودها المحبة والأستقرار والضوابط الملائمة، من هنا، فإن إدارة الميتم تقدّم خدمات جمّة لتعزيز أهمية التعاون مع أولادها ودعمهم وتشجيعهم للوصول إلى أهداف تبعث روح التفاؤل والانشراح، للقيام بتنشئة صالحة تتميز بتنوع الأنشطة التربوية، وذلك من خلال خمسة أهداف موجه توجيهاً عملياً تهيأهم لمستقبلهم الشخصي:
للتبرع والمساهمة، يرجى إجراء التبرع على هذا الحساب المصرفي
Bank Name | Kurdistan International Bank for Investment & development |
Swift Code | KIBIIQBA |
Account Name | CHALDEAN ANTONIAN ORDER OF ST.HORMIZD |
Account Number | 10019103 |
IBAN NO (in USD) | IQ06KIBI983100191030001 |
IBAN NO (in EUR) | IQ49KIBI983100191030003 |
USD CORRESPONDENT
TURKIY CUMHURIYETI ZIRAAT BANASI A.S
SWIFT CODE: TCZBTR2AXXX
BY USING THEIR USD CORRESPONDENT IN USA
CITI BANK, N.A; NEW YORK
EUR CORRESPONDENT
Bank of Beirut FRANFURT
BABEDEFF: 0116093210700 EUR