اليوم الثّامن

صلاة إلى خادم الله الشّهيد الأنبا جبرائيل دنبو (صلوات الشفعاء ص 322)

يا أبانا جبرائيل الشّهيد المُظَفَّر، يا مَنْ سُفِكَ دَمُكَ من أجـلِ إيمانك بربِّـكَ، لِتُعطيَ شهادةً لِحُبِّه، مِنْ دونِ يأسٍ ولا اِرتِعادٍ. بِكَ تَشَجَّعَ الرُّهبانُ، الذينَ قُتِلوا مَعَكَ في هذا اليوم، ومِنْ على قِمَّةِ الجَبَلِ تُسمَعُ تراتيلُكُم كنشيدِ تَسبيحٍ.

إنَّ تَقدِمَةَ حياتِكَ أيُّها الشّهيد، وذبيحةَ سَفْكِ دَمِكَ، أصْبَحَتْ لِأبنائِكَ مَشورةً وهَدَفًا. لِئَلّا يَتَقَهْقَروا، إذْ نحنُ يَقظينَ دائمًا، لِنَسيرَ في السَّبيلِ الذي تَقَدَّمْتَنا بِهِ، وطريقُ الصّليبِ الذي قَبِلْتَهُ، سَيوصِلُنا لأعالي السَّماءِ، آمين. (لنُصلِّ مرّةً أبانا والسّلام والمجد)

قراءة من إنجيل يوحنا (1: 35- 46)

وكانَ يوحَنَّا في الغَدِ أَيضاً قائِماً هُناكَ، ومَعَه اثْنانِ مِن تَلاميذِه. فحَدَّقَ إِلى يَسوعَ وهو سائرٌ وقال: «هُوَذا حَمَلُ الله!». فسَمِعَ التِّلْميذانِ كَلامَه فتَبِعا يسوع. فَالتَفَتَ يسوعُ فرآهُما يَتبَعانِه فقالَ لَهما: «ماذا تُريدان؟» قالا له: «راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم؟». فقالَ لَهما: «هَلُمَّا فَانظُرا!». فَذَهَبا ونظَرا أَينَ يُقيم، فأَقاما عِندَه ذلك اليَوم، وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر. وكانَ أَندرَاوُس أَخو سِمْعانَ بُطُرس أَحَدَ اللَّذَينِ. سَمِعا كَلامَ يوحَنَّا فَتبِعا يسوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخاهُ سِمْعان فقالَ له: «وَجَدْنا المَشيح» ومَعناهُ المسيح. وجاءَ بِه إِلى يَسوعَ فحَدَّقَ إِلَيه يسوعُ وقال: «أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا»، أَي صَخراً. وأَرادَ يسوعُ في الغَدِ أَن يَذَهبَ إِلى الجَليل، فَلقِيَ فيلِبُّس فقالَ لَه: «اِتْبَعْني!». وكانَ فيلِبُّس مِن بَيتَ صَيدا مَدينَةِ أَندَراوسَ وبُطرُس. ولَقِيَ فيلِبُّسُ نَتَنائيل فقالَ له: «الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وَجَدْناه، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة». فقالَ له نَتَنائيل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟» فقالَ له فيلُّبس: «هلُمَّ فانْظُرْ؟». (لنُصلِّ مرّةً أبانا والسّلام والمجد) 

استشهاد الأنبا جبرائيل دنبو

في يوم الأربعاء 15 آذار سنة 1832 قام مُحَمَّد باشا أميرُ راوندوز المعروف بميركور (الأمير الأعور) بمهاجمة الموصل وأطرافها وقَتَلَ كثيرًا من الإيزيديين والمسيحيين ثم أقْبَل إلى القوش وحاصَرَها بجيشه الجّرّار. انْطَلَقَتْ أصواتٌ مُخيفة فوق قِمّة الدّير، ونَظَرَ الهارِبون فَرأوا هُناك مُعسكرًا عظيمًا من المُحاربين، فتَقدَّمَتْ سِريَّةٌ من الفُرسان لتكشف المواقع في الجّبل وعلى القِمَم المُطِلَّة على القرية، وأمّا السُّكان الفارّون من القرية فأخذهم الرّعب والانْذِهال من كثرة المُهاجمين وصاروا يتشتّتون من دون انتظام ويتفرّقون في الوديان وعلى التّلال وبنادق الجِّنودِ المهاجمين تُمْطِرُهُم بوابلٍ من الرَّصاص من المواقع المُرتَفعة فكانوا يتساقَطونَ في الوديان.

مَكَثَ الأب جبرائيل جاثيًّا على الأرض وقدْ أحاطَ بهِ بعضُ الاخوة الرّهبان الذين رَفْضوا الابتعاد عَنْهُ، ورَكَعوا يُصلُّون الورديّة، وسَمِعَ الأب جبرائيل نَحيبَ النِّساءِ وعَويلَ الأولادِ فقام وأشارَ إلى الجُّموعِ بالسُّكوتِ والاشتراك مع الاخوة الرّهبان بتلاوة الورديّة لكي تقف العَذراء “سُلطانة الشُّهداء” إلى جانِبِهم في ذلك الموقف الصَّعْب فتَسْنُد إيمانِهم لئلّا يخوروا ويَنْكُروا إيمانِهم المسيحي، ودعاهم للاستسلام لإرادة الله، وحَثَّهُم على النَّدامة ثمّ أعْطاهُم الحَلَّة العُموميَّة من أجلِ الثَّباتِ على الأيمان بالمُخلِّص يسوع حتّى اللّحظة الأخيرة من حياتِهم. ورَكعَ الأب جبرائيل إلى جانِبِ اخوته الرّهبان، ورَكَعَتْ الجّماعة مَعهُم، ثمّ رَفَعَ ذِراعَيْهِ على شكلِ صليبٍ وأنظارَهُ مُتّجِهة إلى السّماء وبقي يُصلّي بحرارة وتقوى مَلائِكيّة. ولمّا تقدّم منه الجِّنود هجموا أوّلاً على الرّهبان الثّلاثة فنحروهم كما تُنْحَرُ الخِراف أمام عيني الأب المُؤسِّس وكان يُصلّي بحرارة لكي يَثْبُت هو وكُلُّ اخوته في هذه السّاعة العصيبة، وكان يُتَمْتِم: «بين يَدَيْكَ يا ربُّ أستودعُ روحي، بين يَدَيْكَ يا رَبُّ أُسلِّمُ اخوتي الرّهبان الأعزّاء، بين يَدَيْكَ يا رَبُّ أضع دَيْرَنا ولتَكُنْ إرادتُك».

حينئذٍ تقدّم منهُ أحدُ السّفّاحين الذين أحاطوا به، ودعاه إلى اعتناق الإسلام ليَخْلَص، فَرَفَضَ فَهَجَمَ عليه وطعنه بالخِنْجَر في صدرِهِ، وتلك كانت علامة لرِفْقَته بأنْ يُمزِّقوا جسد الشّهيد الطّاهر بالسُّيوفِ والخَناجِر، وهكذا أثْخَنوهُ بالطَّعَناتِ، ولمْ تَمْضِ غيرُ دقائقٍ قليلةٍ حتّى لَفَظَ أنفاسَهُ الأخيرة فطارت روحَه البارّة إلى السّماء وشَفَتاهُ تُتَمْتِمان بالغُفران لقاتليهِ على مِثالِ مُعلِّمِه الإلهي. (لنُصلِّ مرّةً أبانا والسّلام والمجد)

صلاة خادم الله الشّهيد الأنبا جبرائيل دنبو لمريم العذراء

إنَّني أَتَضَرَّعُ إليكِ أيّتُها العذراءُ المُبارَكَة، يا فَخْرَ الأبْرارِ، ومَلْجَأَ المؤمِنين، وإكليلَ المُتَعَبِّدينَ لَها؛ أَنْتِ تاجُ المُتَوَحِّدين، وثَباتُ الكامِلين، وسُلطانةُ المُعْتَرِفين، يا أمَّ التّائِبين، ومَلِكَةُ الآباءِ والصّدِّيقين. أَنْتِ غايةُ فَرَحِنا وسُرورِنا، وَبِكِ نَنَالُ مِنَ اللهِ كُلَّ الخَيراتِ والبَرَكاتْ، فَأَنْتِ تؤهّلينا لِلْمَواهِبِ الصّالِحَة. نَتَوَسَّلُ إِلَيكِ، نَحْنُ عَبيدُكِ، أيَّتُها البَتولُ سَيِّدَتُنا، أنْ تَمُدّينا بِعَوْنِكِ، وَتَهْدينا بِإرشادِكِ، وَٱجْعَلي يا شَفيعَتَنا، أنْ تَكونَ أَعْمالُنا طاهِرةً في جَميعِ أيّامِنا، وَٱشْرِكينا في آلامِ ٱبْنِكِ الحَبيبْ، آمين. (لنُصلِّ مرّةً أبانا والسّلام والمجد) 

طلبات خادم الله الشّهيد الأنبا جبرائيل دنبو

كيرياليسون  كريستياليسون
يا ربّنا يسوع المسيحأنْصِت إلينا
يا ربّنا يسوع المسيحاستَجب لنا
أيُّها الآب السّماوي اللهارحمنا
يا يسوع ابن الله مخلِّص العالمارحمنا
أيُّها الرُّوح القدس اللهارحمنا
أيُّها الثّالوث القدّوس الإله الواحدارحمنا
أيُّها الآب الكُلّي القدرةارحمنا
يا مريم القدّيسةصلّي لأجلنا
أيَّتها العذراء الطّاهرةصلّي لأجلنا
يا سُلطانة السّماء والأرضصلّي لأجلنا
يا سُلطانة الملائكةصلّي لأجلنا
يا سُلطانة الآباءصلّي لأجلنا
يا سُلطانة الأنبياءصلّي لأجلنا
يا سُلطانة الرُّسلصلّي لأجلنا
يا سُلطانة الشّهداءصلّي لأجلنا
يا حافظة الزُّروعصلّي لأجلنا
يا ربان هُرْمِزْدصلّي لأجلنا
يا مار أنطونيوس أبي الرّهبانصلّي لأجلنا
يا مار كوركيسصلّي لأجلنا
يا خادم الله الشّهيد الأنبا جبرائيل دنبوصلّي لأجلنا
يا خادم الله الغيورصلّي لأجلنا
يا خادم الله التّاجر الأمينصلّي لأجلنا
يا خادم الله المُطيعصلّي لأجلنا
يا خادم الله الصّبورصلّي لأجلنا
يا خادم الله المُكرَّسصلّي لأجلنا
يا خادم الله المُتجرِّدصلّي لأجلنا
يا خادم الله المُتواضعصلّي لأجلنا
يا خادم الله العَفيفصلّي لأجلنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالمأنْصِتْ لنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالماستَجب لنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالمارحمنا

الرّدّة: صَلِّ لأجْلِنا يا خادم الله الشّهيد الأنبا جبرائيل دنبو، لكي نَسْتَحقَّ مَواعيد المَسيح