إنّ التسمية الرسميّة للرهبنة تحمل في ثناياها وتتأسس هويّتها على شفعائها، باسمين (الأنطونيّة نسبة إلى القديس مار أنطونيوس الكبير أبي الرهبان، حيث منذ نهاية القرن الثالث ومطلع القرن الرابع، بدأت الحياة الرهبانيّة تظهر بشكلها النسكي ثم الجماعي، أولاً في مصر بواسطة القدّيسين أنطونيوس الكبير وفاخوميس، ثم انتشرت في سوريا وما بين النهرين شيئاً فشيئاً.
أما الهُرْمِزدْيّة نسبة إلى الربان هُرْمِزدْ مُلهم رهبنتنا وشفيعها الثاني، كان من بلاد فارس. أبصر النور في الربع الأخير من القرن السادس. ومنذ حداثته، استهوته الحياة الرهبانيّة. وبعد مسيرة أحداث معيّنة قادته لأن يكوّن، في نحو سنة 640، النواة الأولى للدير الَّذي سوف يشتهر خلال الأجيال اللاحقة حتّى تجاوز عدد رهبانه المائة في فترة وجيزة. وبعد حياة طاهرة وعفيفة ومقدسة توفي الربّان هُرْمِزدْ وعمره سبع وثمانين سنة. قضى منها عشرين سنة في البيت والمدرسة، وتسعاً وثلاثين سنة في دير الربّان برعيتا، وسِتّاً في دير الرأس، واثنتين وعشرين سنة في ديره، ودفن في كنيسة الدير باجلال عظيم، ولا يزال قبره قائماً حتى اليوم في قبر الشهداء أو القدّيسين.
أخيراُ صفة الكلدانيّة نسبة إلى الكنيسة الكلدانيّة، حيث ههنا يضيء نجم خادم الله الشهيد الأنبا جبرائيل دنبو، مؤسس رهبنتنا، الَّذي أبصر النور في ماردين سنة 1775، والَّذي افتتح دير الربّان هُرْمِزدْ من جديد سنة 1808 ليؤسس رهبنة جديدة في الكنيسة الكلدانيّة ولأجل الكنيسة الكلدانيّة، ولتجديد الحياة النسكيّة في دير الربّان هُرْمِزدْ وهذا كان بدوره حدثاً ذو معنى كبير في الكنيسة الكلدانيّة خلال القرن التاسع عشر. سنة 1830 عمل الأب المؤسس على استحصال التثبيت للقوانين التي وضعها لرهبنته، وبعد عودته من روما استشهد على يد عصابات كرديّة مع راهبين آخرين في 15 آذار 1832 أمّا جثمانه فَووريَ الثرى أولاً في كنيسة مار ميخا في ألقوش، ثم نُقِلَ سنة 1849 إلى دير الربّان هُرْمِزدْ. هكذا فقد أصبح دم الأب المؤسس جبرائيل دنبو بذاراً خصباً، وما عتّم أنْ أعطى ثماراً وافرة.
ازدهرت الرهبنة وانتظمت الحياة فيها، وكثر عدد رهبانها، وقاموا بخدمة الكنيسة الكلدانيّة. وقد شغل بعضهم مناصب مرموقة فيها، وأثّروا في مسيرتها تأثيراً إيجابيّاً عميقاً، وكان كل هذا من خلال رسالة الرهبنة التي تتلخص بتقدّيس الذات عبر ممارسة المشوارت الانجيلية والانكباب على الارساليّة والتعليم. فهبّت ريح تغيير منشطة على الكنيسة الكلدانيّة، حيث إهتمّ الأب المؤسس بالمستقبل من خلال ضخ جيل جديد من الاكليروس المُثقّف للكنيسة الكلدانيّة عبر إيمانه بأن الرهبنة عليها أن تمدّ كنيستنا بالاساقفة والكهنة لنقل الايمان الكاثوليكي للمنطقة.
تهدف الرهبانيّة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة إلى مواصلة الحياة الرهبانيّة بالصلاة والعمل والرسالة في بلاد زاخرة بالأديرة والرهبان والراهبات الذين قاموا بدور رئيس في خدمة كنيسة المشرق بإشعاعهم الروحي والثقافي. وعليه فإنَّ الرهبانيّة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة تهدف إلى مواصلة حمل مشعل الإيمان والعلم الذي تسلّمته من آبائها وأنْ تواصل مثلهم السير على خطى السيّد المسيح في نشر ملكوت الله.