موسم / تذكار الربّان هرمزد- القرن السابع الميلادي

الواقع ديره في جبل القوش

نود أن نسلط الأضواء على هذه المناسبة والاحتفال بها، وأن نسترعي إنتباهكم بأن هنالك عدّة قدّيسين يحملون إسم هرمزد في تاريخ كنيستنا العريق (راجع: شهداء الفرس، الأب منصور المخلصي، بغداد 2012)، سنستعرض لكم أدناه أربعة من أهم وأشهر القديسين الذين يحملون الاسم هرمزد:

1.    الشهيد هرمزد الفارسي من القرن الخامس (سنة 470م تقريباً) ويقع تذكاره في الثامن من شهر آب بحسب التقويم الروماني، إذ يعتبر أحد القديسين في الكنيسة الكاثوليكية جمعاء. في أعقاب مجمع ديامبر المنعقد في الملابار – جنوب الهند عام 1599 (القانون 10 الجلسة 2): قاموا بتغيير اسم شفيع الكاتدرائية الذي كان باسم “الربّان هرمزد” والذي يرتبط اسمه بالنسطورية، إلى اسم يُجانسه لفظاً وهو الشهيد هرمزد للابتعاد عن كل ما يمت بصلة الى النسطوريّة. وبدءً من هذا التاريخ ابتدأ الخلط بين الاسمين ونجد اشارات لدى بعض من الكتاب الذين يشيرون الى الربّان هرمزد كشهيد خالطين الاوراق ببعضها قاصدين أنه شاهد لله وليس شهيداً! (راجع: آشور المسيحيّة، ج2، الأب جان فييه الدومنيكي، ت: نافع توسا، بغداد 2011)

2.    الشهيد مار آذور هرمزد (استشهد يوم 25 نيسان 448) وله ابنة شهيدة اسمها أناهيد (حدد لها تذكاراً في التقويم البطريركي لهذه السنة يوم 17 حزيران). وتذكار هذا الشهيد بحسب كتاب الحوذرا الكلداني هو في الإثنين الثالث بعد عيد القيامة مع رفيقه الشهيد مار بثيون. يُحتفل خطأً في هذا اليوم بتذكار الربّان هرمزد الذي لا يذكر اسمه مطلقاً في الحوذرا! بعد سنين من العمل التعاوني والتنسيق المتواصل مع المعنيين على تنظيم التقويم البطريركي الكلداني قدمنا أكثر من مرة طلباً لتصويب هذا الخطأ وتعيين يوم 1 أيلول عوضاً عنه، وفي هذه السنة تم قبول المقترح مع الابقاء المؤقت لهذا التاريخ كـ:”موسم” اختياري متعارف عليه لأنه خطأ شاع فاصبح قاعدة! علماً بأن الرئاسة العامة للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة قد أصدرت كتاباً طقسياً مطبوعاً، يحتوي على تذكارات شفعاء الرهبنة باللغتين السريانية والعربية مع التواريخ التي نحتفل بها رسمياً في رهبنتنا الكلدانيّة: (مار أنطونيوس 17 كانون الثاني – خادم الله الأنبا جبرائيل دنبو 15 آذار – الربّان هرمزد 1 أيلول)، على أمل أن تُضم هذه الصلوات الطقسية في كتاب الحوذرا في الطبعة الجديدة القادمة مع التواريخ المصوّبة.

3.    نضيف ههنا قديس آخر وهو البابا هرمزد من فروزينزني المتوفى سنة 523م والذي يقع تذكاره في السادس من شهر آب.

4.    الربّان هرمزد المتوفى سنة 640م تقريباً وهو مؤسس الجماعة الرهبانيّة المكناة باسمه في ديره المشهور بجبل القوش. فيما يلي نعرض أهم ما يقدمه لنا الأب جان فييه في كتابه المشار إليه أعلاه بخصوص الاحتفال بتذكار الربّان هرمزد:

  • هناك مخطوطة خاصة بالصلاة الفرضية يُذكر فيها اسم الربّان هرمزد كمنظّم لمدراشٍ يُرتل في يوم تذكار الآباء القديسين الذي يصادف عادة يوم الجمعة السابعة من سابوع الدنح.
    • يُحتفل بعيده مرتين في السنة المرة الأولى يكون الاحتفال يوم الأثنين الثالث بعد القيامة، والمرة الثانية يوم الخامس عشر من شهر آب.
    • رغم كون الربّان هرمزد راهب نسطوري، نراه يتمتع بصفة “القديس” حتى في الوثائق الرومانية، ومنذ الموافقة الرسمية على الاعتراف بالرهبان الكلدان كرهبان قانونيين ولا زال هذا الاعتراف نافذ المفعول حتى يومنا هذا. من المحتمل أن صدور هذه الموافقة هو لحل اللغز والتمييز بين المؤسس والشهيد.
    • إن مثلث الرحمة المطران أدي شير الذي درس التقويم النسطوري ونقحّه جعل الأثنين الثالث بعد القيامة- المخصص للاحتفال بعيد الربّان هرمزد- يوم تذكار الشهيد “آذورهرمزد” هذا الإجراء يعتمد على نصوص المخطوطات النسطورية نذكر من بينها مخطوطة الحوذرا الموجودة في كرمليس والتي يرجع تاريخها إلى عام 1727.
    • بعد مرور مائتي سنة على وفاة الربّان هرمزد، أي أن نقفز من منتصف القرن السابع إلى منتصف القرن التاسع، حيث في هذه الفترة ستتوفر لنا المعلومات الضرورية. في هذه الفترة أي لأن حينذاك حصلت معجزة شفاء أعمى بشفاعته، هذا الحدث توجب تخصيص تذكارٍ ثاني له ضمن الصلاة الطقسية النسطورية (راجع تقويم أورميا لعام 1841 وتقويم الملابار لعام 1956 …إلخ). يحتفل به في اليوم الأول من شهر أيلول في كل عام. تحقيقاً لهذا الإجراء، تم تنظيم “عونيثا” جديدة نجد نصّها ضمن مؤلفات وردا، وترتل خلال الصلاة الطقسية يوم التذكار.

من كل ما سبق ذكره أعلاه، وفي البحث في تاريخ كنيسة المشرق ومحاولات اتحادها بكرسي روما، نستقرأ كيف ان كنيستنا الكلدانية قد أقدمت على العديد من التغييرات في صلواتها الطقسية وتواريخ الاحتفالات بقديسيها وحذفها لبعض من الاسماء والصلوات …إلخ. اليوم وبعد الاعتراف الرسمي برهبنتنا ومسماها (الرهبنة الانطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة) أُعترف ضمنياً بالربّان هرمزد كقديس وليس هنالك من داعٍ لاخفاء عيده وضمّه مع من يشابهه بالأسم! كل أيام السنة صالحة للاحتفال بتذكار شفيعنا، لكن تاريخ اجراء المعجزة 1 أيلول هو الانسب وهو أيضاً مثبت في حوذرا وتقويم كنيسة المشرق الأثورية، فيصبح تذكاره ذا رمز وحدوي أيضاً.

لتكن صلاة الربّان هرمزد شفيعة لنا عند الله أبينا ليبعد عنّا شرّ البلاء والداء.