قامت الرهبنة بإفتتاح مُجمَّعها الجديد في أربيل- عنكاوا بتاريخ 22/1/2022، ليحل محل دير مار كَوركيس في الموصل المدمر من قبل داعش، ودير القديس أنطونيوس الذي هدم في بغداد، بحضور كلٌ من قداسة مار آوا الثالث رويل بطريرك الكنيسة المشرق الآشوريّة، وسعادة سفير دولة الفاتيكان، ومار بشار متي وردة رئيس أساقفة أربيل الكلدانيّة، والأساقفة الكلدان وأساقفة الكنائس الأخرى في أربيل، ومعالي وزير الاوقاف والشؤون الدينية د. بشتوان صادق، ومعالي وزير النقل والإتصالات السيد آنو جوهر عبدوكا، والسيد جودت نجار مسؤول ملف المكونات في مكتب الرئيس مسعود البارزاني، ومحافظ أربيل السيد أوميد خوشناو، والآباء الكهنة والرهبان والراهبات مع جمع غفير من ممثلو الوحدات المدنية والمدراء العامين وقوات الامن.

 يتكون المُجمَّع من دير الشهيد جبرائيل، وكنيسة القديس مار انطونيوس الكبير، والمركز الثقافي (Scriptorium Syriacum)، ودار ضيافة الشهيد مار كوركيس. حيث سيكون هذا المُجمَّع  في عنكاوا هو الدير الأم وسيتمكن الرهبان من القيام بنشاط رعوي وتعليمي للحفاظ على تراثهم الثقافي القديم والغني والأصيل لخدمة وذاكرة البشرية والكنيسة الجامعة.

إبتدأ الحفل بقص الشريط، ثم توجه الحضور إلى قاعة قاعة البطريرك يوسف السادس اودو للمؤتمرات، حيث رحب بالضيوف الكرام، ثم بعدها عزف النشيدين الوطني والكوردي، وتلى ذلك كلمة للأنبا د. سامر صوريشو يوحنا الرئيس العام للرهبنة إبتدأ فيها بنبذة مختصرة عن حياة الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة ودورها في تاريخ كنيستنا الكلدانيّة، ثم شدد بالدور الثقافي الذي لعبته الرهبنة على مدى قرون، وتفتخر الرهبنة الأنطونيّة الهُرمزديّة الكلدانيّة بتاريخٍ عريق، ولها مجموعة ثمينة من المخطوطات المحفوظة لديها على مر العصور، وتعتبر واحدةٌ من أكبر المجموعات الدينيّة الخاصّة التي تعنى بالمخطوطات القيّمة في العراق، وتحتوي على المئاتِ منها في شتى الحقول: الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مع تفاسير الآباء، الليتورجيّة، الصلوات، الفلسفة، اللاهوت، القانون، التاريخ، اللغة والأعمال الأدبيّة المتنوعة. إن مُعظمُ هذه المخطوطات هي مكتوبةٌ باللغةُ السُريانيّة وبعضها بالسورث والعربية وأخرى باللغةُ التركيّة والفارسيّة والعبريّة.

وأضاف قائلاً: تَضمُ هذه المجموعة العديد من المخطوطات القديمة التي تتراوحُ أعمارُها ما بين القرن الثامن الميلادي وحتى يومنا هذا، إلى جانب الآلاف من الوثائق الأرشيفيّة من المراسلات الشخصيّة للعديدِ من الشخصيات المعروفة من بَطاركةٍ واساقفةٍ ورؤساءَ عامين ورجالُ دينٍ ودولة، فضلاً عن أرشيف الصور والتوثيقات السمعية والبصرية والمقتنياتُ الاثريّة والذخائر والطوابع وغيرِها الكثير. وستعمل رهبنتنا على المحافظة على هذ الارث الثمين ودراستِه وفهرستِه وتصويرِه ووضعِه على شبكة الأنترنيت لفائدةِ الباحثين وبمواصفات عالميّة.

بعدها رتلت ترتيلة من قبل جوق كنيسة القديس مار انطونيوس الكبير بعنوان (أخ شِبلي دخِطّي بريخي)، تلتها كلمة من الجانب الحكومي القاها معالي السيد آنو جوهر عبدوكا وزير النقل والإتصالات ممثلاً عن حكومة إقليم كوردستان مباركاً فيها الرهبنة لإفتتاح هذا الصرح الرهباني العظيم.

بعد ذلك كان هناك مشاهدة فيديو قصير لأهم مراحل بناء المجمّع وتفاصيل محتوياته. بعدها القى سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة أربيل شدد فيها على أهمية الوجود الرهباني بتنوعه، مرحباً بدور الرهبنة في أبرشيته، ومباركاً للرهبنة على هذه الرؤية والمهنيّة والعلميّة بالتنفيذ، وأكد سيادته على اهمية المخطوطات بما تحمله من تاريخ لذاكرتنا الحيّة، وذاكرتنا فيها قصّتنا، وقصّتنا هي هويتنا، فلا أمة من دون هوية، ولا هوية من دون ذاكرة، ولا ذاكرة من دون قصّة. وختم قائلاً: “يهب الله لكم إخوتي الرهبان فرصة إنعاش هذا التميّز من خلال المحافظة على قصّتنا في بلد الأم، وتشجيع الشباب للانخراط في الحياة الرهبانيّة وإستكشاف هذه الكنوز وتقديمها لشبيبتنا ليواصلوا مسيرة الإيمان التي بدأت قبل ان نكون. فإستعدوا لتقديم خدمة روحيّة- راعوية- ثقافيّة للكنيسة، فنحن بحاجة إلى هوية تُميّزنا.

وختم الحفل بترتيلة (نَتَضَرَّعُ إِليكِ) من قبل الجوق، ثم توجه الجميع إلى صالة عرض المخطوطات للمشاهدة والإستمتاع بالإرث الذي حافظ عليه الرهبان على مدى قرون.

واليكم تفاصيل محتوى المجمّع العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة:

دير الشهيد الأنبا جبرائيل دنبو

يتكون الدير من طابقين وسرداب أرضي، حيث يحتوي الطابق السفلي على قاعة رئيسيّة لحفظ المخطوطات، بالإضافة على مخازن، ومرافق أخرى كالمطبخ و صالة طعام. أما الطابق الأرضي فيحتوي على صالة استقبال، 4 مكاتب، وحديقة داخليّة ومصعد وخدمات أخرى. بينما الطابق الأول فيحتوي على 9 غرف نوم  و صالة إستقبال.

كنيسة القديس انطونيوس الكبير

إن ما ميميّز هذه الكنيسة هو تصميم هندستها بطراز مشرقي قديم، وهي أول كنيسة تبنى على هذا الطراز محلياً وعالمياً. تتكون الكنيسة على برج الناقوس شبيه بذلك البرج الموجود في دير الربان هرمزد الأثري في القوش. أما في داخل الكنيسة التي تستوعب ما يقارب 200 مصلي.

مكتبة المخطوطات السُريانيّة (Scriptorium Syriacum)

يتكون المركز الثقافي لحفظ المخطوطات من طابقين، حيث  يحتوي الطابق الأرضي على غرفة الإستقبال والإستعلامات وقاعة المعرض و 6 غرف للترديس وإلقاء المحاضرات، بالإضافة إلى قاعة البطريرك يوسف السادس اودو للمؤتمرات. بينما يتكون الطابق العلوي على مكتبة الانبا شموئيل جميل، بالإضافة إلى 9  غرف نوم وغرف خدمة.

دار ضيافة الشهيد مار كوركيس

يتكون دار مار كوركيس للضايفة من طابقين، حيث يحتوي الطابق السفلي على موقف سيارات يستوعب لـ21 سيارة. بينما يحتوي الطابق الأرضي على: (غرفة استقبال، ومطبخ مع غرفة طعام، و 10 غرف نوم، ومكتب وخدمات أخرى). بالإضافة إلى المباني الأساسيّة يحتوي المبني على بيت للطباخة وغرفة للحراسة.