بفرحٍ غامر أقيم القداس الإلهي بمناسبة تذكار الشهيد مار كوركيس في ديره الواقع في مدينة الموصل بعد غياب  بالمناسبات الدينية لما يقارب الثمان سنوات في هذا الدير العريق، وذلك يوم الأحد الموافق 24 نيسان 202، حيث ترأس القداس الإلهي صاحب السيادة المطران مار ميخائيل نجيب ميخائيل رئيس أساقفة إيبارشية الموصل وعقرة الكلدانيّة السامي الوقار، وبمعيّة الأنبا دنحا حنا توما رئيس دير الشهيد مار كوركيس، والأب روفائيل حنا بيداويد رئيس دير السيدة العذراء مريم حافظة الزروع، وبمشاركة الآباء والإخوة الرهبان الكلدان وعدد من الكهنة الأفاضل، والشمامسة والمؤمنين الذين قدموا من الموصل ومن مختلف البلدات المجاورة.

وتطرّق سيادة المطران مار ميخائيل في وعظته للاحد الجديد بعد القيامة وتذكار الشهيد مار كوركيس الى اهمية هذا الدير والحياة الرهبانية في مدينة الموصل وأكد رغبته العميقة في عودة الحياة اليه مثل سابق عهدها مؤكداً على تظافر جهود كل الخيرين لاستكمال اعادة اعماره ليعود نجمة براقة تزهو في مدينة الموصل ام الربيعين.

يذكر إن دير مار كوركيس كان في الأصل كنيسة صغيرة تابعة لقرية باعويرا =(مكان العبور: بيث عويري) تحت اسم مار كوركيس. هذا الدير يقع على تلّ أثري يشرف على مدينة الموصل. وأقدم ذكر له يعود للعام 1619م (أي قبل 402 سنة). وقد أصبح ديرًا قانونيّاً للرهبنة الأنطونيّة الهُرمزديّة الكلدانيّة في 17 تشرين الثاني من عام 1863م تلبيةً لطلب من البطريرك يوسف اودو الذي عين فيه 7 من الآباء والإخوة الرهبان. في سنة 1908م بني حصن الدير أو قلالي الرهبان مع سرداب وبعض الملحقات، وذلك في عهد الأنبا شموئيل جميل الرئيس العام للرهبنة. وفي سنة 1924م قام الأنبا موشي ارميا الرئيس العام ببناء كنيسة صغيرة شرقي بيت الرهبان على اسم القديس مار انطونيوس، بسبب ارتفاع موقع الكنيسة الكبيرة، وتعذر بعض الرهبان المسنين الصعود اليها، وفي سنة 1936 بني فناء الزوار، وفي سنة 1962م أفتتح في الدير مشروع: (المدرسة الرسوليّة) ودام المشروع لسنوات عديدة وتخرج منه طلاب وأصبحوا رهباناً وكهنةً. بالإضافة لذلك، كان الدير أيضاً مركزًا روحيّاً وثقافيّاً حيث أقيمت فيه دورات لاهوتيّة وكتابيّة ودروساً للتعليم المسيحي.

يذكر أن الدير كان قد تعرض في سنة 2014 إلى التدمير والخراب من قبل إرهابيو داعش عند إحتلالهم لمدينة الموصل. وأعيد تأهيل كنائس الدير (العليا والسفلى) من قبل الحكومة الأمريكيّة وبإشراف كل من جامعتي بنسلفانيا والموصل وديوان الوقف المسيحي.

في ختام القداس الإلهي تبارك المؤمنون بذخيرة الشهيد مار كوركيس، وبعدها تشارك الجميع بمقاسمة حلاوة العيد (الشيرا) التي اعدها الرهبان للجميع بمشاركة المتطوعين من محبي الدير.

لتكن شفاعة القديس مار كوركيس حافظة لجميعنا