إجتمع الرهبان الكلدان في دير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع – القوش، للاحتفال بعيد شفيعنا مار انطونيوس الكبير أبي الرهبان، فصلّوا معاً صلاة العصر (الرمش)، يوم الخميس 16 كانون الثاني 2020.
وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 17 كانون الثاني، ومن بعد صلاة الصباح التي سبَّح بها الرهبان الله تعالى من خلال المدائح المخصصة لمار أنطونيوس، جدّدوا التزامهم بالنذور الرهبانيّة. وفي الساعة العاشرة والنصف صباحاً قرعت نواقيس الدير للبدء في الاحتفال بالذبيحة الإلهية الذي أقامه الأنبا د. سامر صوريشو يوحنّا الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، أعقبه الزيّاح بذخيرة القديس مار أنطونيوس منطلقين في باحات الدير الخارجية. وأختتم الاحتفال بإعطاء البركة الأخيرة، وسط الالحان الطقسية والتراتيل الروحية. وخلال القداس ألقى الأب روفائيل حنّا بيداويد رئيس دير السيّدة عظة حول معاني تسمية القديس مار أنطونيوس “بأبي الرهبان”، فهو الذي قاد هذا الطريق لحياة لم تكن معروفة من قبل، أو لم تكن مجتمعة فيها كل الصفات الخاصة بالرهبنة. فقد عاش حياة كانت عجيبة في بعدها عن العالم كليةً، أي الإنحلال من كل شيء للأرتباط الكامل بالله وحده. حياة لم تكن هروباً من العالم، إنما كانت ارتفاعاً فوق مستوى العالم. فأنتصر في حياته على قوى الشر:
– على عدم التعلق الزائف في محبة المال، فوزعه.
– تمت محاربته في تجارب عديدة، فأنتصر على الحروب.
– ارادوا أن يشككوه في طريقه، فأنتصر على الشكوك.
– ابتدأوا يرعبوه بالخوف، فأنتصر على الخوف.
– أنتصر بالصلاة المستمرة والتقوى، وحافظ على وديعة الإيمان، فأصبح إيقونة الكنيسة.
إنه مثلنا لا فقط في حالتنا المكرسة بل مثالاً لنا في حياتنا المسيحية، علينا أن نقتفي أثره اليوم في مسيرتنا والسير على خطاه من دون شك أو خوف أو قلق. أن نلتزم على مثاله بإتباع المسيح على دروب المحبة المنشودة، والوحدة الكاملة بعزمٍ ورجاء.
وتلت المراسيم مأدبة غداء أقامتها الرئاسة العامة بهذه المناسبة المباركة، شارك فيها الحبر الجليل راعي الايبارشية المطران مار ميخائيل مقدسي جزيل الاحترام، والآباء الكهنة الأفاضل والأخوات الراهبات الفاضلات، الذين شاركونا في الاحتفال الليتورجي ومقاسمة غداء المحبة، محتفلين معنا بعيد شفيعنا القديس مار أنطونيوس الكبير، وكل عام ورهبنتنا وكنيستنا المقدسة بكل خير، بشفاعة مار أنطونيوس والربان هرمزد وكل قديسينا.