أديار الرهبنة

دير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع

بني هذا الدير في عهد الأنبا اليشاع عام 1858م وقد جاء في مخطوطة تاريخ الرهبنة ما يلي “في هذه السنة 1857، نشأت لدينا جميعاً فكرة واحدة، فكرة وافقت عليها كل جماعتنا الرهبانية السماة “رهبنة مار هرمزد” أن نقيم لنا دير آخر بالقرب من عين الماء التابعة لنا، والواقعة في أراضينا، وعين الماء هذه تدعى (إينا دكَلخاي). والفكرة هذه أقرها جمعنا، صغاراً وكباراً، رؤساء ومدبرين، لأسباب عديدة معقولة ومقبولة لدى كل ذي فطنة، ومنها: التخفيف عن الرهبان من ثقل المناخ وشحة الماء وصعوبة البناء، إذ كان عليهم تحمل مناخ الجبل القاسي، والإعتماد على مياه الأمطار بعد خزنها في صهاريج غير صحية كثيراً، وتحمل المشقات في نقل مواد البناء، علاوة على الأخطار التي كانت تسببها الزلازل وتدحرج صخور كبيرة من قمم الجبال. ولا ريب أن ازدياد عدد الرهبان وانتشارهم في كل مكان لم يعودا يسمحان لهم بالبقاء في الجبل، الأمر الذي اضطّرهم على النزول إلى السهل، لا سيما بعد توجّه رسالتهم نحو خدمة المؤمنين الروحيّة في القرى القريبة والنائية، فلم يعودوا بحاجة إلى الانزواء في صوامع يعسر الوصول اليها، كما فعل اسلافهم.