بفرحٍ غامر أقيمت مراسيم إعادة تكريس مذبحي الكنيستين العليا والسفلى في دير الشهيد مار كوركيس في مدينة الموصل، يوم الإثنين والموافق 19 تشرين الثاني 2021، حيث ترأس المراسيم الطقسيّة صاحب السيادة المطران مار ميخائيل نجيب ميخائيل رئيس أساقفة إيبارشية الموصل وعقرة الكلدانيّة السامي الوقار، وبمعيّة المطران مار بولس (ثابت) حبيب المطران المعاون مع حق الخلافة لابرشية القوش الكلدانية ومعهما الاركذياقون الأنبا د. سامر صوريشو يوحنا الرئيس العام للرهبنة، وازدانت المناسبة بترانيم شمامسة وجوق كنيسة مار أدي الرسول في كرمليس، وبحضور سعادة السفير البابوي في العراق والمطران مار ميخائيل مقدسي مطران ابرشية القوش والآباء الكهنة والرهبان والراهبات مع جمع غفير من المسؤولين المحليّن والحكوميين.

يذكر إن دير مار كوركيس كان في الأصل كنيسة صغيرة تابعة لقرية باعويرا =(مكان العبور: بيث عويري) تحت اسم مار كوركيس. هذا الدير يقع على تلّ أثري يشرف على مدينة الموصل. وأقدم ذكر له يعود للعام 1619م (أي قبل 402 سنة). وقد أصبح ديرًا قانونيّاً للرهبنة الأنطونيّة الهُرمزديّة الكلدانيّة في 17 تشرين الثاني من عام 1863م تلبيةً لطلب من البطريرك يوسف اودو الذي عين فيه 7 من الآباء والإخوة الرهبان. وقد جرت على هذه الكنيسة عدّة ترميمات سنة 1843م، 1929م، 1946م.

في سنة 1908م بني حصن الدير أو قلالي الرهبان مع سرداب وبعض الملحقات، وذلك في عهد الأنبا شموئيل جميل الرئيس العام للرهبنة. وفي سنة 1924م قام الأنبا موشي ارميا الرئيس العام ببناء كنيسة صغيرة شرقي بيت الرهبان على اسم القديس مار انطونيوس، بسبب ارتفاع موقع الكنيسة الكبيرة، وتعذر بعض الرهبان المسنين الصعود اليها، وفي سنة 1936 بني فناء الزوار، وفي سنة 1962م أفتتح في الدير مشروع: (المدرسة الرسوليّة) ودام المشروع لسنوات عديدة وتخرج منه طلاب وأصبحوا رهباناً وكهنةً. بالإضافة لذلك، كان الدير أيضاً مركزًا روحيّاً وثقافيّاً حيث أقيمت فيه دورات لاهوتيّة وكتابيّة ودروساً للتعليم المسيحي.

في الختام، ألقى الأنبا د. سامر سوريشو يوحنا كلمة شكر لكل من ساهم في إعادة تأهيل هذه الكنائس قائلاً: “اليوم باسمي وباسم اخوتي الرهبان الكلدان وكنيستنا الكلدانيّة المقدّسة، نشكر الله على جميع إحساناته ونعمه إلينا وعلى القوّة التي منحها إلينا بالرغم من ضعفنا البشري، لكي نصل لهذا اليوم المبارك وهذه النعمة. كما لا يسعنا إلا أن نشكر الدعم المتواصل للحكومة الأميركيّة (Department of State) وسخائها إذ وعدت وما خلفت بوعدها بتمويل إعادة الإعمار في مدينتنا الموصل الحبيبة بدأً بديرنا وبقيّة المراقد الدينيّة المنتشرة في المحافظة. ونشكر أيضاً إشراف جامعة بنسلفانيا على دراسة المخططات لإعادة الكنيستين على ما كانتا عليه قبل التدمير واشراف المكتب الاستشاري لجامعة الموصل وديوان الوقف المسيحي. ونشكر أيضاً منظمة عمل الشرق (Oeuvre d’Orient) على تمويل إعادة بناء الاسوار الخارجيّة للدير وازالة الأنقاض. ونشكر أيضا أبنائنا التلاكفة الذين لم يلؤا جهداً لإعادة إعمار الدير”.

وفي ختام كلمته أردف مستلهماً من المزمور الثاني والعشرون بعد المائة للنبي داؤد وبقراءة معاصرة تخص محافظتنا نينوى ودعا الجمع للصلاة معه قائلاً: “فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب، تقف أرجلنا على أبوابك يا نينوى المبنيّة كمدينة متصلة كلها، حيث صعدنا إلى هذه التلة لنحمد اسم الرب… اسألوا سلامة نينوى: ليسترح محبيك، ليكن سلام في أبراجك، راحة في قصورك وبيوتك، من أجل إخوتي وأصحابي لأقولن: سلام بك، من أجل بيت الرب إلهنا ألتمس لك خيرا”، آمين.

من الجدير بالذكر أيضاً أن دير الشهيد مار كوركيس كان من أهم المعالم الدينيّة لمدينة الموصل يقصده الزوار من جميع الطوائف للمشاركة في الصلوات والقداديس، وتعرض هذا الدير في سنة 2014 إلى التدمير والخراب من قبل إرهابيو داعش عند إحتلالهم لمدينة الموصل.

لتكن شفاعة القديس مار كوركيس حافظة لجميعنا

إليكم هذا الرابط لفيديو يظهر إعادة تأهيل الكنيستين (العليا والسفلى) في دير الشهيد مار كوركيس

https://youtu.be/3D-NoylZYH0