مقال نشر في مجلة ربّنوثا السنة الثامنة – العدد 27 – كانون الأول 2003 

المقدمة

تختلف الديارات باختلاف مواضعها، فمنها ما تسنَّم قمم الجبال، أو ما توّسد ضفاف الانهار، ومنها ما اقترب من المدن والأرياف، أو ما انفرد في البراري والقفار. وكان الرهبان في بغداد يختارون المواقع الجميلة قرب الانهار لبناء أديرتهم، ويزرعون الاشجار المثمرة في بساتينهم التي أطنب الادباء والشعراء في وصفها، حتى ان الناس كانوا يهرعون إلى تلك الاماكن في مختلف المناسبات للترويح عن النفس. كانت هناك أديرة كثيرة منتشرة على جانبي نهر دجلة، وفي مختلف الجهات وفي مواقع جميلة وقريبة عادة من ضفاف النهر الخالد، أو ضفاف الانهر المتعددة التي كانت تخترق مدينة بغداد، وكان الرهبان بعملهم وجدهم يزيدون على جمال الطبيعة جمالاً، وبقيت تلك الاديار ردحاً طويلاً من الزمن، وازدهرت في العهد العباسي، ثم افل نجمها تدريجياً بعد الغزو المغولي حتى زالت من الوجود وانقطعت اخبارها. ومن هذه الاديرة دير الجاثليق أو دير كليليشوع.

دير الجاثليق[1] أو دير كليليشوع[2]

في عهد الساسانيين بنى المسيحيون دير كليليشوع في الجانب الغربي من بغداد الحالية، ثم شادوا حوله الدور والقصور حتى صارت على تمادي الاعوام محلة سميت باسم الدير، وقد أدخل الخليفة ابو جعفر المنصور مباني هذه المحلة في بناء مدينة السلام[3]. يقع هذا الدير عند باب الحديد[4] قرب دير الثعالب[5] في وسط العمارة بغربي بغداد أما موقعه اليوم فيقرب من مقبرة الشيخ معروف الكرخي.

كان دير الجاثليق (كليليشوع) دير كبير حسن نزه تحدق به البساتين والاشجار والرياحين وهو يوازي دير الثعالب في النـزهة والطيب وعمارة الموضع لانهما في بقعة واحدة، وهو مقصود مطروق لا يخلو من المتنزهين والقاصدين له، وفيه رهبانه وفتيانه وعماراته الواسعة وساحاته الرحبة، وقد عرف أيضاً بالدير الكبير.

 كان دير كليليشوع في أول أمره كنيسة مع أبنية متواضعة ملحقة بها، فلما علا شأن بغداد، وبدأ الجثالقة يترددون عليها لقضاء أشغالهم في دواوين الدولة فيمكثون فيها بعض الوقت ثم يعودون إلى مقرهم في المدائن، واثناء مكوثهم في بغداد كانوا يحلون في احدى الكنائس العديدة الموجودة فيها، أو في أحد الاديرة، وكان مار طيمثاوس الأول مقيماً في قطيعة ام جعفر، ثم اختار هذا المكان ليسكن فيه، فهو في الجانب الغربي، أي حيث قامت المدينة المدورة، وموقعه حسن، وأرضه واسعة، فمار طيمثاوس بنى قسماً مستقلاً عن الكنيسة الاصلية يليق بسكناه مع حاشيته[6]. وكان هذا الدير ذا مكانة خاصة بين ديارات بغداد، بدليل ان ثمانية من الاباء الجثالقة لكنيسة المشرق دفنوا فيه[7] ولو هناك شك بالنسبة إلى مار ابراهيم إذ من المحتمل انه دفن في دير يزدفنة في الحيرة على قول صليبا. وقد عاش هؤلاء الآباء في المائة التاسعة للميلاد، وهذا يعني ان دير كليليشوع بلغ اوج مجده في هذه الفترة من الزمن، لانه حيث يحل الجاثليق، وهو رئيس كنيسته الاعلى، يزدهر ذلك المكان بالمؤلفين والمعلمين وغيرهم.

كان لدير كليليشوع مدرسة تقدمت تقدماً مطرداً وسارت في سبيل النجاح ولا سيما في أيام الجاثليق سبريشوع الثاني إذ ذاع في سنة 835م بيانين حرض بهما ابناء طائفته وعلى الاخص الرهبان على الجد في الدرس ومطالعة الكتب والمحافظة على العلوم الكنسية، وكان يتعلم في هذه المدرسة الرهبان ومن كان ينهي دروسه في مكاتب الكنائس ليتقلدوا منصباً دينياً، أو ليختصوا في القضايا اللاهوتية لان لتلاميذها حقاً ونفوذاً في انتخاب الجثالقة والقيام بالاحتفالات العائدة لهم. ولسوء الطالع لم تصل إلينا اسماء من نبغ في صفوف هذا المعهد الكهنوتي.

وقد ورد ذكر دير الجاثليق في قصيدة للشاعر محمد بن ابي امية الكاتب[8]

تذكرت ديــر الجاثــليق وفتيةً
بهم طابت الدنيا وتم ســـرورها
ألا ربّ يوم قـد نعمــت بظله
أغازل فيه أدعــج الطرف أهيفا
فسقياً لأيام مضـــت لي بقربهم
وتعساً لأيام رمتـــني ببينهم[9]
 بهم تمَّ لي السـرور وأسعــــــفا
وسالمني صــرف الزمان وأنصـــفا
أبادر من لذات عـيشي ما صــــفا
وأُسقى به مسكيــة الطعم[10] قرقــفا[11]
لقد أوسعتني رأفــةً وتعطـــــفا
ودهرٍ تقاضاني الذي كــان أسلـــفا

أصابت دير الجاثليق (كليليشوع) نكبات كثيرة ومحن عديدة، فقد هدمه العامة مرتين في أيام الجاثليق يوحنا[12] بن نرسي 884-892م، ونهبوا كل ما فيه فنقل كرسيه إلى دير واسط[13]، وبعد خمس سنوات رجع إلى بغداد الشرقية وسكن دار الروم. أي ان الجاثليق يوحنا بن نرسي فضل الابتعاد عن مركزه في بغداد إلى واسط وبقى هناك نحو خمس سنوات ويظهر ان الامور كانت في تدهور والقلاقل في ازدياد في المنطقة التي كان يقوم عليها دير كليليشوع فلم يطق الجاثليق العيش هناك، وعلى قول المؤرخ ماري: (لم يطب نفساً بالمقام فيه، وسكن دار الروم في كنيسة اصبغ العبادي). أي انتقل من الجانب الغربي بؤرة الفتن المحلية إلى الجانب الاخر من المدينة. قال ماري بن سليمان: (هدم دير الجاثليق دفعتين في أيام الجاثليق يوحنا بن نرسي واتصلت الفتن وبني دفعتين وهدم)[14] وحكى الطبري في حوادث سنة (271 هجرية = 884م): (وفيها خربت العامة دير كليليشوع الذي وراء نهر عيسى ونهبوا كل ما كان له من متاع وقلعوا الابواب وغير ذلك وهدموا بعض حيطانه وسقوفه، فصار إليهم الحسين بن اسماعيل صاحب شرطة بغداد من قبل محمد بن ظاهر يمنعهم من هدم ما بقي فيه، وكان تردد إليه أياماً هو والعامة حتى كاد يكون بين اصحاب السلطان وبينهم قتال. ثم بنى ما كانت العامة هدمته بعد ايام وكانت اعادة بنائه فيما ذكر بقوة عبدون بن مخلد اخي صاعد بن مخلد)[15].

نقرأ عند ابن العبري خبراً: (هو ان شيخاً عربياً، كان مؤذن المسجد القريب من دير كليليشوع -ولم يذكر اسمه مع الاسف- اعتاد ان يمر على القلاية فينال معونة أو صدقة على عهد آنوش، ولكن بعد تسنم يوحنا بن نرسي الرئاسة منع هذه الصلة كي لا يعتاد الشيخ على المطالبة بها. فلما جاء على جاري عادته ارسلوه فارغ اليدين فغضب واتفق مع بعض جماعته على الانتقام. وفي احد الايام، اذ كان الناس يشيعون ميتاً واذ دنوا من الدير سقط حجر على التابوت فادعى احدهم ان الحجر القي من الدير فهاج الناس وماجوا، وبعد ان دفنوا الميت هجموا على الدير)[16].

أن المؤرخ ايليا برشينايا[17] أخذ هذا النص وادخله في تاريخه ذاكراً صراحة مصدره وهو الطبري ومؤكداً ان الحادث يخص دير كليليشوع، اذ يقول: (في يوم الجمعة 18 حزيران عام 885م. فيها افتنوا اهل بغداد وضجوا على النصارى لاجل ركوبهم الخيل، ومضوا إلى دير كليليشوع ونهبوا جميع ما كان فيه وأخذوا اواني الذهب والفضة الذي كان فيه)[18] في هذين النصين نجد تفسيرين لاسباب الحوادث المؤسفة التي جرت على هذا الدير العريق: 1- ايليا برشينايا يعزيها إلى ركوب المسيحيين الخيل، وهو ما كان ممنوعاً عليهم، ومحصوراً بالمسلمين، فبتجاوزهم اثاروا الضغينة ثم الفتنة. 2- أما ابن العبري، فاذ يسرد قصة الشيخ المؤذن الذي كان يتردد على الدير، حيث الجاثليق طالباً المعونة، ويلخص سبب الفتنة بقوله ان بخل الجاثليق يوحنا بن نرسي[19]. بعد انتقال الجاثليق يوحنا بن نرسي إلى الجانب الاخر من نهر دجلة وحلوله في دار الروم، لم يهمل دير كليليشوع بل جرى ترميمه المرة تلو الاخرى، واحتفظ بمكاننه وكرامته بين ديارات بغداد العريقة اذ ان الجثالقة كانوا يزورونه الزيارة الرسمية بعد انتخابهم، فإن مار يوحنا الثالث[20] 893- 899م ذهب إليه لكنه لم يسكن فيه. ويفهم من نص المؤرخ ماري ان يوحنا بن عيسى[21] (900-905م) انتخب في هذا الدير اذ يقول: (واتوا على الجاثليق… وعمل الرازين[22]…)

ان دير كليليشوع كان عامراً في عهد الجاثليق سبريشوع الرابع[23] ابن المسيحي المتوفي سنة 1256م. إذ قُرأ يوم وفاته القريان[24] الأول قسيس دير كليليشوع وذكر المؤرخ صليوا القرن الرابع عشر للميلاد في ترجمة الجاثليق المذكور ان في بغداد بيعة سوق الثلاثاء[25] وبيعة درب القراطيس[26] وبيعة دير كليليشوع. وبقي هذا الدير قائماً إلى أيام صفي الدين بن عبد الحق المتوفي سنة (739 هجرية = 1339 ميلادية، وقد ذكره في كتابه مراصد الاطلاع، أما بعد هذا التاريخ فلا نعرف عن هذا الدير شيئاً فقد زالت اثاره عن الانظار في اواخر القرن الرابع عشر للميلاد.

الخاتمة

كان دير الجاثليق (كليليشوع) عامراً آهلاً برهبانه خلال الحقبة الممتدة بين سنة 823 – 1256م وهي مدة تبلغ 433سنة ومن الواضح ان سنة 823م لم تكن سنة تأسيس هذا الدير، بل سنة تجديد عمارته، وما من شك في انه مرّت عليه مئات السنين كان فيها قائماً الى أن آل أمره إلى الخراب، ثم لا ندري كم كانت المدة بين خرابه الأول وتجديده، فالمراجع بيدنا لا تشير إلى ذلك. وإذا علمنا ان الدير كان لا يزال قائماً في زمن ابن عبد الحق صاحب كتاب المراصد (المتوفى سنة 479 هجرية = 1338م) أدركنا ان هذا الدير ظل عامراً بعد تجديده مدة تربو على خمسمائة وثلاثين سنة في أقل تقدير، أعني طوال حياة الدولة العباسية ومن بعدها بمائة عام[27]، وقد زالت آثاره عن الانظار في اواخر القرن الرابع عشر للميلاد[28].

الأخ أشور ياقو الراهب

[1] – الجاثليق: لفظ يوناني (Catholicos) معناه العمومي، والمراد به الرئيس الديني الأعلى عند كنيسة المشرق في أيام الساسانيين والخلفاء العباسيين، ويقابله في وقتنا هذا البطريرك Patriarch. قد عرف باسم دير الجاثليق بعد أن أتخذه الجاثليق مار طيمثاوس الكبير مقراً له في بغداد. لكن اسمه الديني الاصلي هو دير كليليشوع. هناك دير ثانٍ باسم دير كليليشوع موضعه في شمال بغداد على الضفة الغربية من دجلة، وهذا الدير يقع على ربوة قريبة من مسكن، وهي قصبة طسوج الاستان العالي. يقول الدكتور أحمد سوسة بصدد موضع دير الجاثليق هذا: (اننا نميل إلى الاعتقاد انه كان في موضع التل الاثري المسمى تل الدير، وهو التل الواقع على نحو ستة كيلومترات من جنوب غربي قرية سميكة “الدجيل الحالية” وتتكون اطلال هذا الدير من بناء مربع من الآجر والجص تتوسطه ساحة تعلو سطح الارض المجاورة حوالي ثلاثة امتار، ويعلو البناء الساحة على طول الاضلاع الاربع من المتر الواحد إلى المترين. أما ساحة البناء ومعها الساحة فتبلغ حوالي خمسة الاف متر مربع) (ري سامراء في عهد الخلافة العباسية، الدكتور احمد سوسة 1: 198). ولدير الجاثليق هذا شهرة في تاريخ الاسلام لنشوب معركة حامية في جواره سنة 71 هجرية = 690 ميلادية بين عبد الملك بن مروان وبين مصعب بن الزبير، فغُلِب فيها مصعب على أمره، لتخلي أكثر أصحابه عنه، وقُتل هو وولده عيسى هنا ودُفنا في المكان الذي وقعا فيه.

[2] – كليليشوع: هو اسم سرياني يعني (اكليل يسوع) وهذا لا يعني أنه أقيم اكراماً لاكليل يسوع، بل قد يكون اسم أحد القديسين أو مؤسسي الاديرة، لان الكثيرين من السلف الصالح كانوا يتخذون اسماءً مركبة سريانية أو أعجمية كقولهم
سبريشوع التي تعني رجاء يسوع، أو قاميشوع وتعني قام يسوع، أو داديشوع معناه هبة يسوع، وهذا الاسم الاخير مركب بين الفارسية والسريانية. وقد تحرفت هذه اللفظة كليلشوع إلى (كليليسع) في كتاب مراصد الاطلاع، وهذا هو المصدر الاسلامي الوحيد الذي ذكر الدير بهذه التسمية.

[3] – مجلة سومر، الجزء الأول من المجلد التاسع صحيفة 135.

[4] – باب الحديد: أعمر موضع في بغداد وانزهه لما فيه من البساتين والشجر والنخل والرياحين ولتوسطه البلد وقربه من كل أحد، فليس يخلو من أهل البطالات ولا يخلِ به أهل التطرب واللذاذات، فمواطنه ابداً معمورة وبقاعه بالمتنزهين مشحونة.

[5] – دير الثعالب: وهذا الدير ببغداد بالجانب الغربي منها، بالموضع المعروف بباب الحديد، وأهل بغداد يقصدونه ويتنـزهون فيه، ولا يكاد يخلو من قاصد وطارق، وله عيد لا يتخلف عنه أحد من المسيحيين والمسلمين. اشار ابن الفوطي إلى دير الثعالب، في أحداث سنة (683 هجرية = 1284 ميلادية) قال فيها: (زادت مياه دجلة زيادة عظيمة وغرقت في الجانب الغربي من بغداد عدة نواح، ووصل إلى قباب دير الثعالب)، راجع الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة المنسوب إلى ابن الفوطي، ص 442، بغداد 1351 هجرية، طبع بتحقيق الدكتور مصطفى جواد.

[6] – الاب الدكتور بطرس حداد، كنائس بغداد وديارتها، صحيفة 218، بغداد- 1994.

[7] – وهم كل من: أ- مار طيمثاوس الأول (780-823م) ب- مار ايشوع برنون (+828م) ج- مار كيوركيس الثاني (+830م) د- مار سبريشوع الثاني (+835م) هـ- مار ابراهيم الثاني المرجي (+850) و- تاذاسيس الأول: (+858م) ز- مار سركيس الأول (+872) ح- مار آنوش (884).

[8] – هو أحد المتقدمين في الشعر، رقيق الطبع، حسن التصرف فيه، غريب المعاني وأكثر شعره في الغزل.

[9] – البين: الفرقة.

[10] – مسكية: لعلِ الاصل (مسكية الفم) فان المسك معروف برائحته الطيبة لا بطعمه (الدكتور مصطفى جواد)، وفي معجم البلدان لياقوت الحموي: مسكية الريح.

[11] – القرقف: من أسماء الخمر.

[12] يوحنا بن نرسي: كان من أهل الكرخ، وقد أُقيم أسقفاً على الانبار، واضطر إلى القبول باختياره بطريركاً لكنيسة المشرق، فاُسيم في 14 كانون الأول سنة 884م. توفي في عيد الميلاد سنة 892، ودُفن البطريرك يوحنا إلى جانب المذبح الصغير في كنيسة أصبغ. انظر (الاب البير ابونا، تاريخ الكنيسة الشرقية، الجزء الثاني، ص 180-183، بيروت – لبنان 1993.

[13] – دير واسط: هو دير كسكر الذي يقع في أسفل واسط في الجانب الشرقي منها في القرية المعروفة (بيرجوني – برجونيه) وقد أُقيم فيه كرسي المدائن، وهو دير كبير عظيم حسن البناء محكم الصنعة حوله القلالي الكثيرة وتحيط بالموضع بساتين كثيرة الشجر.

[14] – اخبار فطاركة كرسي المشرق ص 83.

[15] – تاريخ الامم والملوك 11: 330.

[16] – التاريخ الكنسي 2: 211.

[17] ايليا بر شينايا: ولد في 11 شباط سنة 975م، ترهب في دير القديس ميخائيل بالقرب من الموصل، ورسمه نثنائيل أسقف السن كاهناً، ثم أصبح رئيس الكهنة في دير الانبا شمعون الواقع ازاء السن (شنا) وذلك في سنة 994م. أصبح اسقفاً على بيت نوهذرا في سنة 1002م، ثم مطرافوليطا على نصيبين سنة 1008م. توفي مار ايليا برشينايا مطران نصيبين في 18 تموز سنة 1046م، ودفن في كنيسة ميافرقين. انظر (الاب البير ابونا، ادب اللغة الارامية، ص 382-386).

[18] – تاريخ برشينايا، ص 173.

[19] – التاريخ الكنسي 2: 211.

[20] – مار يوحنا الثالث: كان من أهل باجرمي، وقد رُسم أسقفاً لخانيجار، – (خانيجر) اسقفية كانت تقع على ضفة نهر العظيم في مقاطعة بيت كرماي -. ثم نقله مار آنوش إلى الموصل، اختير يوحنا بطريركاً في 15 تموز سنة 893م. توفي في 8 ايلول عام 899م، ودفن في دار الروم ببيعة السيدة. انظر (الاب البير ابونا، تاريخ الكنيسة الشرقية، الجزء الثاني، ص 184- 185، دار المشرق، بيروت- لبنان 1993.

[21] – يوحنا بن عيسى: هو البطريرك يوحنا الرابع (ابن الاعرج)، رسم بطريركا ً في 11 ايلول سنة 900م، ويقول عنه صليبا: (كان شيخاً طاهراً قديساً لم يلمس بيده درهماً ولا ديناراً، ولم يكن في اخوته مثله ولا من لحقه في قدسه وفضله). توفي في 16 ايار سنة 905م، ودفن في كنيسة الروم، فقد دبر البطريركية أحسن تدبير. (نفس المصدر، ص 185- 186).

[22] – الرازين: يقصد بها القداس.

[23] – سبريشوع الرابع: هو من أهل بغداد وقد جاء ذكره كمنافس لقيوما على البطريركية. عكف سبريشوع الرابع منذ حداثته على حياة الزهد وعلى قراءة الكتب، وكان حسن الخلق عالماً عابداً كثير المحاسن صبوراً. أقيم مطراناً على باجرمي، واُقيم بطريركاً في المدائن في الاحد الجديد الواقع في 26 نيسان سنة 1226م، وعاد إلى بغداد. كان مهتماً باقامة المدارس والانفاق عليها وعلى المعلمين، وقد رسم 75 مطراناً واسقفاً بالاضافة إلى عدد كبير من الكهنة والشمامسة. كانت مدة رئاسته نحو 31 سنة. عاش سبريشوع في ظل الخلفاء العباسيين الثلاثة الاخرين. توفي في 20 ايار سنة 1256م. أي قبل سقوط بغداد بسنتين على يد المغول، ودفن في كنيسة الكرخ.

[24] – القريان: كلمة سريانية الاصل بمعنى الفصل الذي يقرأ من كتاب القراءات الكنسية، وهي الأولى لان في اثناء القداس كانت تتلى على الغالب اربع قراءات من الكتاب المقدس، القراءة الأولى كان يقرأ من الاسفار الخمسة الأولى، أما القراءة الثانية فتكون من أحد اسفار الانبياء، أما القراءة الثالثة فتكون من احدى رسائل القديس بولس الرسول، والقراءة الرابعة تكون من أحد الاناجيل الاربعة، تسمى هذه القراءات رتبة الكلمة حسب طقس كنيسة المشرق.

[25] – (سوق الثلاثاء): كانت محلة سوق الثلاثاء تمتد من جامع الحيدرخانة إلى جامع مرجان الحالي.

[26] – درب القراطيس: كان في بغداد الغربية قرب قطيعة النصارى الواقعة إذ ذاك فوق الشالجية الحالية ممتدة إلى الغرب.

[27] الشابشتي: الديارات، تحقيق كوركيس عواد، ص 222- 223.

[28] – رفائيل بابو اسحق، مدارس العراق قبل الاسلام، ص 82، بغداد – 1955.